تحليل مباراة بنفيكا وتشيلسي: مواجهة أوروبية بطابع تكتيكي
تحليل مباراة بنفيكا وتشيلسي: مواجهة أوروبية بطابع تكتيكي
في ليلة أوروبية كروية كلاسيكية، التقى فريقا بنفيكا البرتغالي وتشيلسي الإنجليزي في مباراة تُعيد للأذهان صراعات المدرسة اللاتينية المنظمة أمام الكثافة البدنية الإنجليزية. المباراة التي جرت ضمن سلسلة اللقاءات التحضيرية قبل انطلاق الموسم الجديد حملت في طياتها الكثير من المؤشرات الفنية والملاحظات التكتيكية التي تستحق التوقف.
أولًا: الإعداد التكتيكي قبل صافرة البداية
بنفيكا:
دخل اللقاء بخطة 4-2-3-1.
الرهان الأساسي كان على التوازن في وسط الملعب، والاعتماد على تحركات نيريس ورفائيل سيلفا خلف المهاجم.
المدير الفني روجر شميت حرص على إغلاق المساحات أمام الأجنحة الإنجليزية السريعة.
تشيلسي:
اعتمد المدرب الجديد (أو الحالي) على خطة 4-3-3 مرنة، تتحول إلى 4-1-4-1 في الحالة الدفاعية.
الرهان الأكبر كان على الجناحين، ولا سيما مويسيس كايسيدو في التغطية وثنائي الشباب في الأطراف.
الشوط الأول: سيطرة نسبية لبنفيكا وفعالية إنجليزية محدودة
منذ اللحظات الأولى، بدا أن بنفيكا أكثر تركيزًا وأسرع انسجامًا. الفريق البرتغالي نجح في فرض إيقاعه على وسط الملعب، مستغلًا الكثافة العددية والتمريرات القصيرة المبنية من الخلف.
أبرز الملامح:
تمريرات ثلاثية منظمة قادها فلورنتينو ولويس فيرنانديس.
تشيلسي اعتمد على الكرات الطولية من الخلف نحو جاكسون، الذي عانى أمام التنظيم الدفاعي الجيد للثنائي أنطونيو سيلفا وأوتاميندي.
في الدقيقة 34، جاء التهديد الأخطر لصالح بنفيكا حينما سدد نيريس كرة قوية من خارج المنطقة، تصدى لها الحارس الشاب لتشيلسي بثبات.
الشوط الثاني: تبديلات تكتيكية وتفوق نسبي لتشيلسي
مع بداية الشوط الثاني، أجرى الفريقان بعض التغييرات المهمة. تشيلسي أدخل مادويكي ولافيا، ما منح الفريق ديناميكية في الوسط وفعالية على الجهة اليمنى.
أبرز الملاحظات:
ضغط متقدم من تشيلسي على حامل الكرة.
بنفيكا تراجع نسبيًّا لحماية مرماه والاعتماد على المرتدات.
في الدقيقة 61، كاد تشيلسي يسجل حينما راوغ مادويكي مدافع بنفيكا وسدد كرة أرضية مرت بجانب القائم.
بينما في الدقيقة 74، استغل بنفيكا هفوة دفاعية، وسجل هدف التقدم عبر ركلة حرة نُفذت بدقة على رأس أوتامندي.
الفوارق الفردية: المهارة مقابل الكثافة
بنفيكا:
اللاعب رافائيل سيلفا قدّم مباراة كبيرة من حيث الرؤية والتمرير القصير.
فلورنتينو كان المحور الدفاعي المثالي الذي قَطع العديد من التمريرات الحاسمة.
دفاع الفريق كان منظمًا للغاية، خصوصًا في التغطية العكسية.
تشيلسي:
مادويكي شكّل الخطورة الحقيقية الوحيدة بتحركاته وجرأته في المواجهات الفردية.
خط الوسط افتقر للتوازن في غياب لاعب قادر على الربط بين الدفاع والهجوم بسلاسة.
مدافعو تشيلسي عانوا في الكرات الثابتة، وهي نقطة يجب أن يعمل عليها الجهاز الفني.
تحليل إحصائي مختصر للمباراة
الإحصائية | بنفيكا | تشيلسي |
---|---|---|
الاستحواذ | 48% | 52% |
التسديدات | 11 | 9 |
التسديدات على المرمى | 5 | 3 |
الركنيات | 6 | 4 |
التمريرات الناجحة | 82% | 78% |
عدد الأخطاء المرتكبة | 14 | 12 |
قراءة تحليلية لما بعد المباراة
بنفيكا:
بدا أكثر انسجامًا ووعيًا جماعيًا، خاصة في التمركز الدفاعي.
التركيز على اللعب الجماعي جعل الفريق قادرًا على امتصاص ضغط تشيلسي في الشوط الثاني.
أداء الظهيرين كان ملفتًا، مع توازن رائع بين الدفاع والدعم الهجومي.
تشيلسي:
رغم السيطرة النسبية على الكرة، إلا أن الإبداع في الثلث الأخير كان شبه غائب.
التنظيم الدفاعي تحسّن في بعض الفترات، لكنه لا يزال هشًا أمام الكرات الثابتة والعرضيات.
الفريق يحتاج إلى قائد ميداني يوجّه اللاعبين ويضبط إيقاع اللعب تحت الضغط.
آراء الخبراء بعد المباراة
نقّاد الكرة البرتغالية أشاروا إلى النضج الكبير في خطط روجر شميت، وقدرته على إغلاق المساحات أمام فريق إنجليزي يملك أسماء سريعة ومهارية.
مراقبون إنجليز رأوا أن تشيلسي يمتلك عناصر واعدة، لكن الفريق بحاجة إلى وقت أطول لخلق هوية فنية واستقرار تكتيكي.
التوقعات للموسم الجديد
بنفيكا:
واضح أن النادي جاهز للمنافسة القوية محليًا وأوروبيًا.
وجود قاعدة لاعبين منسجمة يضعه كأحد المرشحين للوصول بعيدًا في دوري الأبطال.
تشيلسي:
الفريق في مرحلة بناء، وربما يحتاج إلى بداية موسم قوية لكسب الثقة.
الميركاتو لم ينتهِ بعد، والكل ينتظر ما إذا كان النادي سيُبرم صفقة تعيد التوازن للفريق.
خلاصة التحليل
مباراة بنفيكا وتشيلسي قد تبدو ودية على الورق، لكنها حملت مضامين تكتيكية عميقة ومؤشرات لِما هو قادم. الفريق البرتغالي يبدو أكثر جاهزية وثباتًا، بينما تشيلسي يمر بمرحلة تطور تحتاج للصبر والثقة في مشروع فني على المدى المتوسط.
إرسال تعليق