بعقد لمدة عامين يلا شوت.. لاكازيت يُنهي مشواره مع ليون وينضم إلى نيوم السعودي
بعقد لمدة عامين يلا شوت.. لاكازيت يُنهي مشواره مع ليون وينضم إلى نيوم السعودي
مقدمة: نهاية مرحلة وبداية مسار استثنائي
عندما يُقرر مهاجم بحجم ألكسندر لاكازيت مغادرة نادي أولمبيك ليون، فإن الخبر لا يُقرأ كعنوان عابر في سوق الانتقالات، بل كفصل يُطوى في رواية طويلة من الوفاء الفني والرمزية الجماهيرية. انتقاله المفاجئ إلى نادي نيوم السعودي بعقد يمتد لعامين لم يكن مجرّد صفقة من بين عشرات هذا الصيف، بل إعلان نوايا مزدوج: من لاكازيت الذي يبحث عن دور حقيقي يتجاوز التهديف، ومن نيوم الذي يطرق باب المجد من أول موسم في دوري روشن.
ألكسندر لاكازيت.. مسيرة لا تُلخّص في أرقام
نشأ لاكازيت في أكاديمية ليون، وشق طريقه بهدوء ليصبح هداف الفريق التاريخي وأكثرهم تأثيرًا في العصر الحديث. بين عامَي 2010 و2017، خطف الأنظار بأسلوبه المتكامل كمهاجم يجمع بين اللمسة الفنية والقتالية التكتيكية. ثم جاءت تجربته الإنجليزية مع أرسنال، حيث لعب دورًا هامًا في استقرار الفريق هجوميًا رغم تناوب المدربين وتعدد الخطط التكتيكية.
عاد إلى ليون في 2022 بحثًا عن الهدوء والانتماء، ونجح في تسجيل أكثر من 50 هدفًا خلال 3 مواسم، حافظ فيها على صدارته كقائد للفريق داخل وخارج الملعب. ومع نهاية موسم 2024–2025، قرر أن الوقت قد حان لتحدٍّ جديد يليق بنضجه الفني وشخصيته القيادية.
لماذا نيوم؟ قراءة داخلية للدوافع
قد يتساءل المتابع العادي: لماذا انتقل لاكازيت من نادٍ جماهيري في أوروبا إلى نادٍ حديث العهد في دوري ناشئ؟ الإجابة لا تتعلق بالمال فقط، بل بنضج رؤية النادي واللاعب.
النادي الصاعد الواعد: نيوم ليس مجرّد نادٍ كروي، بل امتداد لرؤية مدينة المستقبل "نيوم" المدعومة من مشروعات التحول الوطني في السعودية. والنادي يتمتع بدعم بنيوي واستثماري يسمح له ببناء كيان تنافسي حقيقي.
القيادة الفنية: نيوم يرى في لاكازيت أكثر من مهاجم، بل نموذجًا ثقافيًا يُبنى حوله الفريق من حيث الهوية والانضباط والاحترافية.
التحدي المهني: في عمر 34 عامًا، لا يبحث لاكازيت عن وداع مريح للملاعب، بل عن مشروع يترك فيه بصمة حقيقية، وربما يمهد له مستقبلًا تدريبيًا أو إداريًا.
أبعاد الصفقة: من ليون إلى نيوم.. المسار المعاكس للتقاليد
ما يمنح الصفقة زخمًا فريدًا هو أنها تأتي خارج المنطق الكلاسيكي لانتقالات النجوم:
اللاعب لم ينتقل لعملاق سعودي تقليدي مثل الهلال أو النصر، بل لنادٍ ناشئ يبني تاريخه من الصفر.
لم يكن لاكازيت خارج الخدمة، بل قائد فني وجماهيري في ليون، وأحد أبرز لاعبي الدوري الفرنسي.
اختيار النادي لم يتم بناءً على راتب فقط، بل على دور مركزي في صناعة المشروع الكروي القادم.
ملامح العقد والدور المتوقع
بحسب ما يتداول في الأوساط الرياضية، فإن عقد لاكازيت يمتد لعامين مع نيوم، براتب سنوي يتراوح بين 10 إلى 12 مليون يورو، متضمنًا امتيازات إقامية وتسويقية إضافية. لكن الأهم من الأرقام هو "الدور":
قائد ميداني: سيكون لاكازيت مرجعية لجميع اللاعبين، خاصة المحليين.
وجه إعلامي: أول نجم أوروبي يُبنى عليه المشروع، مما يعزز الظهور الإعلامي للنادي دوليًا.
تأثير فني: سيشارك في تطوير أسلوب اللعب وهندسة خط الهجوم، ومن المحتمل أن يتولى أدوارًا فنية أو تحليلية بعد نهاية عقده.
أثر الرحيل على ليون.. فراغ أكثر من هجومي
ليون خسر أكثر من هدّاف تاريخي. فقد لاعبًا يمثل أحد آخر رموز ما يُعرف بـ"الهوية الليونية" التي بنت قاعدة جماهيرية واسعة في أوائل الألفينات. ومع رحيل لاكازيت، يجد النادي نفسه أمام تحدٍ كبير:
فنيًا: لا بديل واضح في خط الهجوم بنفس الثبات والفاعلية.
نفسيًا: خسارة قائد يُحتذى به، يمكن أن تؤثر على تماسك غرفة الملابس.
جماهيريًا: لاكازيت كان الرابط العاطفي بين الجماهير ومشروع الإدارة الجديد، ورحيله سيترك أثرًا مزدوجًا.
لاكازيت كروياً في نيوم: من مهاجم إلى منظومة
في السنوات الأخيرة، أصبح لاكازيت لاعبًا متعدد الوظائف؛ يشارك في بناء الهجمة، يُنهي الهجمات، يربط بين الخطوط، ويقود الضغط الأمامي. هذه المواصفات تجعل منه حجر أساس لتكتيك نيوم القادم، المتوقع أن يكون هجوميًا متوازنًا يعتمد على التحولات السريعة والانضباط الهيكلي.
متوسط تمريرات صحيحة في الموسم الماضي: 89٪
معدل مساهمات هجومية: هدف أو تمريرة حاسمة كل 120 دقيقة
معدل ضغط في الثلث الأخير: ضمن الخمسة الأوائل في الدوري الفرنسي الموسم الماضي
الجمهور السعودي والفرنسي.. تباين في المشاعر
الصفقة استُقبلت بترحيب حار من جماهير نيوم وعشاق الدوري السعودي، الذين رأوا فيها بداية لعصر جديد من البناء الممنهج. أما في فرنسا، فكانت مشاعر الجماهير مزيجًا من الفخر والحزن:
جماهير ليون شكرت اللاعب على مسيرته، لكنها تأسفت لغياب وداع رسمي يليق به.
محللون فرنسيون رأوا في الخطوة "فقدانًا لرابط وجداني" يصعب تعويضه.
في الجانب السعودي، اعتبر كثيرون أن هذه الصفقة تثبت أن دوري روشن لم يعد محصورًا على أسماء في نهاية المسار، بل بات مشروعًا حقيقيًا للنجوم في ذروة نضجهم.
تصريحات بارزة بعد الانتقال
لاكازيت: "لم أترك ليون، بل أعددت له مكانًا في قلبي دائمًا. لكن حين تتلقى عرضًا من مشروع صاعد مثل نيوم، مدعوم برؤية حقيقية للكرة، فأنت لا تتردد."
إدارة نيوم: "نحن لا نبحث عن أسماء، بل عن شخصيات ترسّخ الروح وتُلهِم الفريق. لاكازيت هو البداية فقط."
مدرب ليون: "خسرنا قائدًا، لكننا نحترم قراره. صنع مجدًا هنا، ونثق أنه سيترك بصمة مماثلة هناك."
كيف يمكن أن يغيّر لاكازيت مستقبل نيوم؟
ما بعد الصفقة: خطوات تكميلية متوقعة
لضمان نجاح التجربة، يُتوقع أن يقوم نادي نيوم بعدة خطوات استراتيجية:
التعاقد مع صانع ألعاب يدعم لاكازيت، يملك سرعة قرار وجودة تمرير.
استقطاب مدرب أوروبي بخبرة تكتيكية تتماشى مع قدرات اللاعب وتُحسن توظيفه.
تأسيس برنامج شباب يشرف عليه نجوم سابقون، ولاكازيت مرشح مثالي ليكون جزءًا منه.
الخاتمة: ما وراء الصفقة
في النهاية، انتقال ألكسندر لاكازيت إلى نادي نيوم لم يكن قرار لاعب يُنهي مسيرته، بل خيار قائد يبدأ مرحلة جديدة. إنها صفقة تعبّر عن تحوّل ثقافي كروي تشهده المنطقة، وتفتح المجال أمام إعادة تعريف "الاحتراف" في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة.
إرسال تعليق